بوابة أحد بوموسى نيوز


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بوابة أحد بوموسى نيوز
بوابة أحد بوموسى نيوز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النوع الثامن‏ والتاسع (مقدمة ابن الصلاح)

اذهب الى الأسفل

النوع الثامن‏ والتاسع (مقدمة ابن الصلاح) Empty النوع الثامن‏ والتاسع (مقدمة ابن الصلاح)

مُساهمة من طرف أبوأسامة مبارك الأربعاء مارس 02, 2011 7:04 am

النوع الثامن‏:‏ معرفة المقطوع ‏ ‏
وهو غير المنقطع الذي يأتي ذكره إن شاء الله تعالى‏.‏ ويقال في جمعه‏:‏ المقاطع والمقاطيع‏.‏
وهو‏:‏ ما جاء عن التابعين موقوفاً عليهم من أقوالهم أو أفعالهم‏.‏
قال ‏(‏الخطيب أبو بكر الحافظ‏)‏ في ‏(‏جامعه‏)‏‏:‏ من الحديث المقطوع‏.‏ وقال‏:‏ المقاطع هي الموقوفات على التابعين‏.‏ والله أعلم‏.‏
قلت‏:‏ وقد وجدت التعبير بالمقطوع عن المنقطع غير الموصول في كلام ‏(‏الإمام الشافعي‏)‏، و‏(‏أبي القاسم الطبراني‏)‏، وغيرهما، والله أعلم‏.‏
تفريعات‏:‏
أحدها‏:‏ قول الصحابي‏:‏ ‏(‏كنا نفعل كذا، أو كنا نقول كذا‏)‏ إن لم يضفه إلى زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو من قبيل الموقوف‏.‏ وإن أضافه إلى زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالذي قطع به ‏(‏أبو عبد الله بن البيِّع الحافظ‏)‏ وغيره من أهل الحديث وغيرهم‏:‏ أن ذلك من قبيل المرفوع‏.‏
وبلغني عن ‏(‏أبي بكر البرقاني‏)‏‏:‏ أنه سأل ‏(‏أبا بكر الإسماعيلي الإمام‏)‏ عن ذلك، فأنكر كونه من المرفوع‏.‏
والأول هو الذي عليه الاعتماد، لأن ظاهر ذلك مشعر بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اطلع على ذلك أقررهم عليه‏.‏ وتقريره أحد وجوه السنن المرفوعة، فإنها أنواع‏:‏ منها أقواله صلى الله عليه وسلم، ومنها أفعاله‏.‏ ومنها تقريره وسكوته عن الإنكار بعد اطلاعه‏.‏
ومن هذا القبيل قول الصحابي ‏(‏كنا لا نرى بأساً بكذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا، أو‏:‏ كان يقال كذا وكذا على عهده‏.‏ أو‏:‏ كانوا يفعلون كذا وكذا في حياته صلى الله عليه وسلم‏)‏
فكل ذلك وشبهه مرفوع مسند، مخرج في كتب المسانيد‏.‏
وذكر الحاكم أبو عبد الله -فيما رويناه عن المغيرة بن شعبة قال‏:‏ كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرعون بابه بالأظافير - أن هذا يتوهمه من ليس من أهل الصنعة مسنداً، يعني مرفوعاً، لذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وليس بمسند، بل هو موقوف‏.‏
وذكر ‏(‏الخطيب‏)‏ أيضاً نحو ذلك في ‏(‏جامعه‏)‏‏.‏
قلت‏:‏ بل هو مرفوع كما سبق ذكره‏.‏ وهو بأن يكون مرفوعاً أحرى، لكونه أحرى باطّلاعه صلى الله عليه وسلم عليه‏.‏ والحاكم معترف بكون ذلك من قبيل المرفوع، وقد كنا عددنا هذا فيما أخذناه عليه‏.‏ ثم تأوَّلناه له على أنه أراد أنه ليس بمسند لفظاً، بل هو موقوف لفظاً، وكذلك سائر ما سبق موقوف لفظاً، وإنما جعلناه مرفوعاً من حيث المعنى‏.‏ والله أعلم‏.‏
الثاني‏:‏ قول الصحابي ‏(‏أمرنا بكذا، أو نهينا عن كذا‏)‏ من نوع المرفوع والمسند عند أصحاب الحديث، وهو قول أكثر أهل العلم‏.‏ وخالف في ذلك فريق منهم ‏(‏أبو بكر الإسماعيلي‏)‏‏.‏ والأول هو الصحيح، لأن مطلق ذلك ينصرف بظاهره إلى من إليه الأمر والنهي، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
وهكذا قول الصحابي‏:‏ ‏(‏من السنة كذا‏)‏ فالأصح أنه مسند مرفوع، لأن الظاهر أنه لا يريد به إلا سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يجب اتباعه‏.‏
وكذلك قول أنس رضي الله عنه‏:‏ أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة‏.‏ وسائر ما جانس ذلك‏.‏ فلا فرق بين أن يقول ذلك في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعده صلى الله عليه وسلم‏.‏
الثالث‏:‏ ما قيل من أن تفسير الصحابي حديث مسند فإنما ذلك في تفسير يتعلق بسبب نزول آية يخبر به الصحابي أو نحو ذلك، كقول جابر رضي الله عنه‏:‏ كانت اليهود تقول‏:‏ من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول، فأنزل الله ‏ عز وجل ‏(‏‏(‏نساؤكم حرث لكم‏)‏‏)‏‏.‏ الآية‏.‏ فأما سائر تفاسير الصحابة التي لا تشتمل على إضافة شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمعدودة في الموقوفات‏.‏ والله أعلم‏.‏
الرابع‏:‏ من قبيل المرفوع الأحاديث التي قيل في أسانيدها عند ذكر الصحابي‏:‏ يرفع الحديث، أو‏:‏ يبلغ به، أو‏:‏ ينميه، أو‏:‏ رواية‏.‏
مثال ذلك‏:‏ سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رواية‏:‏ ‏(‏تقاتلون قوماً صغار الأعين‏.‏‏.‏‏)‏ الحديث‏.‏
وبه عن أبي هريرة، يبلغ به، قال‏:‏ ‏(‏الناس تبع لقريش‏.‏‏.‏‏)‏ الحديث‏.‏
فكل ذلك وأمثاله كناية عن رفع الصحابي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وحكم ذلك عند أهل العلم حكم المرفوع صريحاً‏.‏
قلت‏:‏ وإذا قال الراوي عن التابعي‏:‏ يرفع الحديث، أو‏:‏ يبلغ به، فذلك أيضاً مرفوع، ولكنه مرفوع مرسل‏.‏ والله أعلم‏.‏
النوع التاسع‏:‏ معرفة المرسل
وصورته التي لا خلاف فيها‏:‏ حديث التابعي الكبير، الذي لقي جماعة من الصحابة وجالسهم، ‏(‏كعبيد الله بن عدي بن الخيار‏)‏، ثم ‏(‏سعيد بن المسيب‏)‏، وأمثالهما، إذا قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
والمشهور‏:‏ التسوية بين التابعين أجمعين في ذلك، رضي الله عنهم‏.‏
وله صور اختلف فيها‏:‏ أهي من المرسل أم لا ‏؟‏
إحداها‏:‏ إذا انقطع الإسناد قبل الوصول إلى التابعي، فكان فيه رواية راوٍ لم يسمع من المذكور فوقه‏:‏ فالذي قطع به ‏(‏الحاكم الحافظ أبو عبد الله‏)‏ وغيره من أهل الحديث‏:‏ أن ذلك لا يسمى مرسلاً، وأن الإرسال مخصوص بالتابعين‏.‏
بل إن كان من سقط ذكره قبل الوصول إلى التابعي شخصاً واحداً سمي منقطعاً فحسب، وإن كان أكثر من واحد سمي معضلاً، ويسمى أيضاً منقطعاً‏.‏ وسيأتي مثلا ذلك إن شاء الله تعالى‏.‏
والمعروف في الفقه وأصوله‏:‏ أن كل ذلك يسمى مرسلاً، وإليه ذهب من أهل الحديث ‏(‏أبو بكر الخطيب‏)‏ وقطع به، وقال‏:‏ إلا أن أكثر ما يوصف بالإرسال من حيث الاستعمال ما رواه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما ما رواه تابع التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيسمونه المعضل، والله أعلم‏.‏
الثانية‏:‏ قول الزهري، وأبي حازم، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأشباههم من أصاغر التابعين‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، حكى ‏(‏ابن عبد البر‏)‏‏:‏ أن قوماً لا يسمونه مرسلاً، بل منقطعاً، لكونهم لم يلقوا من الصحابة إلا الواحد والاثنين، وأكثر روايتهم عن التابعين‏.‏
قلت‏:‏ وهذا المذهب فرع لمذهب من لا يسمي المنقطع قبل الوصول إلى التابعي مرسلاً‏.‏
والمشهور التسوية بين التابعين في اسم الإرسال كما تقدم، والله أعلم‏.‏
الثالثة‏:‏ إذا قيل في الإسناد‏:‏ فلان، عن رجل - أو‏:‏ عن شيخ - عن فلان‏.‏
أو نحو ذلك، فالذي ذكره ‏(‏الحاكم‏)‏ في معرفة علوم الحديث‏:‏ أنه لا يسمى مرسلاً، بل منقطعاً‏.‏ وهو في بعض المصنفات المعتبرة في أصول الفقه معدود من أنواع المرسل، والله أعلم‏.‏
ثم اعلم‏:‏ أن حكم المرسل حكم الحديث الضعيف، إلا أن يصح مخرجه بمجيئه من وجه آخر، كما سبق بيانه في نوع الحسن‏.‏ ولهذا احتج ‏(‏الشافعي‏)‏ رضي الله عنه بمرسلات ‏(‏سعيد بن المسيب‏)‏ رضي الله عنهما، فإنها وجدت مسانيد من وجوه أخر، ولا يختص ذلك عنده بإرسال ‏(‏ابن المسيب‏)‏، كما سبق‏.‏
ومن أنكر ذلك، زاعماً أن الاعتماد حينئذ يقع على المسند دون المرسل، فيقع لغواً لا حاجة إليه، فجوابه‏:‏ أنه بالمسند تتبين صحة الإسناد الذي فيه الإرسال، حتى يحكم له مع إرساله بأنه إسناد صحيح تقوم به الحجة، على ما مهدنا سبيله في النوع الثاني‏.‏ وإنما ينكر هذا من لا مذاق له في هذا الشأن‏.‏
وما ذكرناه من سقوط الاحتجاج بالمرسل والحكم بضعفه هو المذهب الذي استقر عليه آراء جماهير حفاظ الحديث ونقاد الأثر، وقد تداولوه في تصانيفهم‏.‏
وفي صدر ‏(‏صحيح مسلم‏)‏‏:‏ المرسل في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة‏.‏
و‏(‏ابن عبد البر‏)‏ - حافظ المغرب - ممن حكى ذلك عن جماعة أصحاب الحديث‏.‏
‏ والاحتجاج به مذهب ‏(‏مالك‏)‏ و‏(‏أبي حنيفة‏)‏ وأصحابهما -رحمهم الله - في طائفة، والله أعلم‏.‏
ثم إنا لم نعد في أنواع المرسل ونحوه ما يسمى في أصول الفقه‏:‏ مرسل الصحابي، مثل ما يرويه ‏(‏ابن عباس‏)‏ وغيره من أحداث الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمعوه منه، لأن ذلك في حكم الموصول المسند، لأن روايتهم عن الصحابة، والجهالة بالصحابي غير قادحة، لأن الصحابة كلهم عدول، والله أعلم‏.‏
أبوأسامة مبارك
أبوأسامة مبارك
Admin

عدد المساهمات : 439
تاريخ التسجيل : 24/12/2008
العمر : 53

https://tiabinet.forumactif.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى