بوابة أحد بوموسى نيوز


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بوابة أحد بوموسى نيوز
بوابة أحد بوموسى نيوز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تخريج حديث ''انامدينة العلم وعلي بابها ''

اذهب الى الأسفل

تخريج حديث ''انامدينة العلم وعلي بابها '' Empty تخريج حديث ''انامدينة العلم وعلي بابها ''

مُساهمة من طرف أبوأسامة مبارك الأحد سبتمبر 04, 2011 9:37 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ,والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين
اما بعد:
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/519 :(( أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " كما يأتي ، والطبراني في " المعجم الكبير " 3/108/1 ، والحاكم 3/126 ، والخطيب في " تاريخ بغداد " 11/48 ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " 12/159/2 من طريق أبي الصلت عبد السلام بن صالح العروي : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . وقال ابن جرير والحاكم :" صحيح الإسناد " . ورده الذهبي بقوله :
" بل موضوع " . ثم قال الحاكم :" وأبو الصلت ثقة مأمون " . فتعقبه الذهبي بقوله :" قلت : لا والله ، لا ثقة و لا مأمون " .وقال في كتابه " الضعفاء والمتروكين " :" اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة . وقال ابن عدي : متهم . وقال غيره : رافضي " .
وقال في كتابه " الضعفاء والمتروكين " :" اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة . وقال ابن عدي : متهم . وقال غيره : رافضي " . وقال الحافظ في " التقريب " :" صدوق ، له مناكير ، وكان يتشيع ، وأفرط العقيلي فقال : كذاب " .
قلت : لم يوثقه أحد سوى ابن معين ، وقد اضطرب قوله فيه على وجوه :
الأول : أنه ثقة . رواه عنه الدوري . أخرجه الحاكم 3/126 ، والخطيب في " التاريخ " 11/50 .
الثاني : ثقة صدوق . رواه عنه عمر بن الحسن بن علي بن مالك في " التاريخ " 11/48 .
الثالث : ما أعرفه بالكذب . وقال مرة : لم يكن عندنا من أهل الكذب .
رواه عنه ابن الجنيد . أخرجه في " التاريخ " 11/49 . وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز في " جزء معرفة الرجال " ليحيى بن معين ق 4/2 :" وسألت يحيى عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ؟ فقال : ليس ممن يكذب " . ورواه عنه الخطيب 11/50 .
الرابع : قال أبو علي صالح بن محمد وقد سئل عن أبي الصلت : رأيت يحيى بن معين يحسن القول فيه . كذا أخرجه الخطيب عنه . وأخرجه الحاكم 3/127 من طريق أخرى عنه قال :" دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت ، فسلم علليه ، فلما خرج تبعته فقلت له : ما تقول رحمك الله في أبي الصلت ؟ فقال : هو صدوق " .
الخامس : ما أعرفه ! أخرجه الخطيب 11/49 من طريق عبد الخالق بن منصور قال : وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت ؟ فقال : فذكره . وقال الخطيب :" قلت : أحسب عبد الخالق سأل يحيى بن معين عن حال أبي الصلت قديما ، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه ، ثم عرفه بعد " .
قلت : وهذا جمع حسن بين هذه الأقوال ، على أنها باستثناء القول الأخير ، لا تعارض كبير بينها كما هو ظاهر . إلا أن القول الثالث : " ما أعرفه بالكذب " . ليس نصا في التوثيق ، لأنه لا يثبت له الضبط والحفظ الذي هو العمدة في الرواية . فيبدو لي - والله أعلم - أن ابن معين لم يكن جازما في توثيقه ، ولذلك اختلفت الرواية عنه ، وسائر الأئمة قد ضعفوه وطعنوا فيه فالعمدة عليهم دونه .
وكذلك اختلف قول ابن معين في الحديث نفسه على وجوه :
الأول : هو صحيح . أخرجه الخطيب عن القاسم بن عبد الرحمن الأنباري عنه .
الثاني : ما هذا الحديث بشيء . قاله في رواية عبد الخالق المتقدمة عنه .
الثالث : قال يحيى بن أحمد بن زياد : وسألته يعني ابن معين عن حديث أبي معاوية الذي رواه عبد السلام الهروي عنه عن الأعمش : حديث ابن عباس ؟ فأنكره جدا . أخرجه الخطيب 11/49 .
الرابع : قال ابن محرز في روايته المتقدمة عن ابن معين : فقيل له في حديث أبي معاوية عن الأعمش ... فقال : هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني ابن نمير قال : حدث به أبو معاوية قديما ، ثم كف عنه ، وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث ، ويكرم المشايخ ، وكانوا يحدثونه بها " .
فهذه الرواية تلتقي مع الثانية والثالثة ، لقول ابن نمير أن أبا معاوية كف عنه .
الخامس : حديث كذب ليس له أصل . قال ابن قدامة في " المنتخب " 10/204/1 :
" وقال محمد بن أبي يحيى : سألت أحمد عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به فذكره ، فقال أحمد : قبح الله أبا الصلت ذاك ، ذكر عن عبد الرزاق حديثا له أصل . وقال إبراهيم بن جنيد : سئل يحيى بن معين عن عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد ؟ فقال : كذاب يحدث أيضا بحديث أبي معاوية عن الأعمش بحديث " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " ، وهذا حديث كذب ليس له أصل . وسألته عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : قد سمع ، وما أعرفه بالكذب . قلت : فحديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس ؟ قال : ما سمعته قط ، وما بلغني إلا عنه " !
قلت : فأنت ترى أن أكثر الروايات عن ابن معين تميل إلى تضعيف الحديث وكأنه لذلك تأول الخطيب الرواية الأولى عنه بأنه لا يعني صحة الحديث نفسه وإنما يعني ثبوته عن أبي معاوية ليس إلا ، فقال عقبها : " قلت : أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية ، وليس بباطل ، إذ قد رواه غير واحد عنه " .
قلت : وقد وقفت على جماعة تابعوا أبا الصلت في روايته عن أبي معاوية ، فأنا أسوق لك أسماءهم للنظر في أحوالهم :
الأول : محمد بن الطفيل . قال محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى بن معين أنه قال : حدثني به ثقة : محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى بن معين أنه قال : حدثني به ثقة : محمد بن الطفيل عن أبي معاوية . كذا في " منتخب ابن قدامة " 10/204/1 .
قلت : وهذه متابعة قوية إن صح السند عن ابن الطفيل فإنه " صدوق " كما في " التقريب " ، لكن ابن أبي يحيى فيه جهالة كما سبق .
الثاني : جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه .
أخرجه الخطيب في " التاريخ " 7/172 - 173 من رواية محمد بن عبد الله أبي جعفر الحضرمي عنه : حدثنا أبو معاوية به . قال أبو جعفر :" لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد ، رواه أبو الصلت فكذبوه " .
قلت : فيه إشارة إلى أن جعفر بن محمد ليس بثقة ، وقد قال الذهبي :" فيه جهالة " .
ثم ساق له هذا الحديث وقال :" موضوع " .
وأقره الحافظ على التجهيل ، وتعقبه على قوله بأنه " موضوع " فقال :" وهذا الحديث له طرق كثيرة في " مستدرك الحاكم " ، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع " .كذا قال ، وفيه نظر ، فإن الحديث ليس له عند الحاكم إلا هذه الطريق ، وطريق أخرى فقط ، وهي الآتية بعد .
الثالث : محمد بن جعفر الفيدي .
أخرجه الحاكم 3/127 وروى بسنده الصحيح عن العباس بن محمد الدوري أنه قال :" سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : ثقة . فقلت : أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش " أنا مدينة العلم " ؟ فقال : قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي ، وهو ثقة مأمون " .ورواه الخطيب أيضا 11/50 عن الدوري بلفظ :" فقال : ما تريدون من هذا المسكين ؟ ! أليس قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية ، هذا أو نحوه " .
ولم يذكر التوثيق ! وقد قال الحافظ في ترجمة محمد بن جعفر بن أبي مواثة الكلبي أبي عبد الله وقيل أبو جعفر الكوفي ، ويقال البغدادي العلاف المعروف بالفيدي من " التهذيب " :" روى عنه البخاري حديثا واحدا في " الهبة " و ..... محمد بن عبد الله الحضرمي . ذكره ابن حبان في " الثقات " ..... قلت : وقع في الهبة " : حدثنا محمد بن جعفر أبو جعفر ، ولم يذكر نسبه ، والذي أظن أنه القومسي ، فإنه لم يختلف في أن كنيته أبو جعفر ، بخلاف هذا . والقومسي ثقة حافظ ، بخلاف هذا ، فإن له أحاديث خولف فيها " .
وقال في " التقريب " :" محمد بن جعفر الفيدي ... العلاف نزل الكوفة ثم بغداد ، مقبول " .
قلت : ولينظر إذا كان جعفر بن محمد البغدادي المتقدم هو هذا أم غيره ، فقد روى عنه الحضرمي أيضا كما تقدم ، ويكون انقلب اسمه على بعض الرواة . والله أعلم .
الرابع : عمر بن إسماعيل بن مجالد قال : حدثنا أبو معاوية به .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " 276 وروى عن ابن معين أنه قال :" عمر بن إسماعيل شويطر ، ليس بشيء ، كذاب ، رجل سوء ، خبيث ، حدث عن أبي معاوية ... " . قال العقيلي :" ولا يصح في هذا المتن حديث " .
الخامس : رجاء بن سلمة : حدثنا أبو معاوية الضرير به .
أخرجه الخطيب 4/348 .
ورجاء هذا قال ابن الجوزي :" اتهم بسرقة الأحاديث " .
السادس : الحسن بن علي بن راشد .
أخرجه ابن عدي 93/1 ، وعنه السهمي في " تاريخ جرجان " **** حدثنا العدوي : حدثنا الحسن بن علي بن راشد حدثنا أبو معاوية به .
وهذه متابعة قوية ، لأن الحسن هذا صدوق رمي بشيء من التدليس كما في " التقريب " وقد صرح بالتحديث ، لولا أن العدوي هذا كذاب واسمه الحسن بن علي بن زكريا البصري الملقب بالذئب ! فهي في حكم المعدوم ! ولذلك قال ابن عدي :" وهذا حديث أبي الصلت الهروي عن أبي معاوية ، على أنه قد حدث [ به ] غيره ، وسرقه منه من الضعفاء ، وليس أحد ممن رواه عن أبي معاوية خيرا وأصدق من الحسن بن علي بن راشد الذي ألزقه العدوي عليه " .
قلت : فهؤلاء ستة متابعين لأبي الصلت ، ليس فيهم من يقطع بثقته ، لأن من وثق منهم ، فليس توثيقه مشهورا ، مع قول أبي جعفر الحضرمي المتقدم :" لم يروه عن أبي معاوية من الثقات أحد " .
مع احتمال أن يكونوا سرقوه عن أبي الصلت ، وهو ما جزم به ابن عدي كما تقدم ويأتي .
وقد وجدت لأبي معاوية متابعا ، ولكنه لا يساوي شيئا ، فقال ابن عدي ق 182 - 183 : حدثنا أحمد بن حفص السعدي : حدثنا سعيد بن عقبة عن الأعمش به ؛ وقال :" سعيد بن عقبة ؛ سألت عنه ابن سعيد ؟ فقال : لا أعرفه . وهذا يروي عن أبي معاوية عن الأعمش ، وعن أبي معاوية يعرف بأبي الصلت عنه ، وقد سرقه عن أبي الصلت جماعة ضعفاء ، فرووه عن أبي معاوية ، وألزق هذا الحديث على غير أبي معاوية ، فرواه شيخ ضعيف ، يقال له : عثمان بن عبد الله الأموي عن عيسى بن يونس عن الأعمش . وحدثناه بعض الكذابين عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن الأعمش " .
قلت : وأحمد بن حفص السعدي شيخ ابن عدي في " هذا المتابع ؛ قال الذهبي :" صاحب مناكير ، قال حمزة السهمي : لم يتعمد الكذب . وكذا قال ابن عدي " . وقال في سعيد بن عقبة عقب الحديث :" لعله اختلفه السعدي " .
وعثمان بن عبد الله الأموي الراوي عن المتابع الثاني ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " :" متهم ، واه ، رماه بالوضع ابن عدي وغيره " .
قلت : ومع ضعف هذه الطرق كلها ، وإمساك أبي معاوية عن التحديث به ؛ فلم يقع في شيء منها تصريح الأعمش بالتحديث . فإن الأعمش وإن كان ثقة حافظا لكنه يدلس كما قال الحافظ في " التقريب " ، لا سيما وهو يرويه عن مجاهد ، ولم يسمع منه إلا أحاديث قليلة ، وما سواها فإنما تلقاها عن أبي يحيى القتات أو ليث عنه . فقد جاء في " التهذيب " :" وقال يعقوب بن شيبة في " مسنده " : ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة ، قلت لعلي بن المديني : كم سمع الأعمش من مجاهد ؟ قال : لا يثبت منها إلا ما قال : " سمعت " ، هي نحو من عشرة ، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات . وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : في أحاديث الأعمش عن مجاهد ، قال أبو بكر بن عياش عنه : حدثنيه ليث عن مجاهد " .
قلت : وأبو يحيى القتات ، وليث - وهو ابن أبي سليم - كلاهما ضعيف . فما دام أن الأعمش لم يصرح بسماعه من مجاهد في هذا الحديث ، فيحتمل أن يكون أخذه بواسطة أحد هذين الضعيفين ، فبذلك تظهر العلة الحقيقية لهذا الحديث ، ولعله لذلك توقف أبو معاوية عن التحديث به . والله أعلم .
وقد روي الحديث عن علي أيضا ، وجابر ، وأنس بن مالك .
1- أما حديث علي ؛ فأخرجه الترمذي واستغربه ، وقد بينت علته في " تخريج المشكاة " 6087 .
2- وأما حديث جابر ، فيرويه أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني : حدثنا عبد الرزاق : حدثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول :" هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، - يمد بها صوته - ، أنا مدينة العلم .... " .
أخرجه الحاكم 3/127 و 129 مفرقا ، والخطيب 2/377 . وقال الحاكم :" إسناده صحيح " ! ورده الذهبي بقوله :
" قلت : العجب من الحاكم وجرأته في تصحيح هذا وأمثاله من البواطيل ، وأحمد هذا دجال كذاب " .
وقال في الموضع الثاني :" قلت : بل والله موضوع ، وأحمد كذاب ، فما أجهلك على سعة معرفتك " .
وقال الخطيب في ترجمة أحمد هذا وقد ساق له الشطر الأول من الحديث :" وهو أنكر ما حفظ عليه . قال ابن عدي : كان يضع الحديث " .
3- وأما حديث أنس ؛ فله عنه طريقان :
الأولى : عن محمد بن جعفر الشاشي : أخبرنا أبو صالح أحمد بن مزيد : أخبرنا منصور بن سليمان اليمامي : أخبرنا إبراهيم بن سابق : أخبرنا عاصم بن علي : حدثني أبي عن حميد الطويل عنه مرفوعا به دون قوله : " فمن أراد .... " وزاد :" وحلقتها معاوية " !أخرجه محمد بن حمزة الفقيه في " أحاديثه " 214/2 .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، من دون عاصم بن علي لم أعرف أحدا منهم ، ووالد عاصم - وهو علي بن عاصم بن صهيب الواسطي - ضعيف ؛ قال الحافظ :" صدوق ، يخطىء ، ويصر " .
ولست أشك أن بعض الكذابين سرق الحديث من أبي الصلت وركب عليه هذه الزيادة انتصارا لمعاوية رضي الله عنه بالباطل ، وهو غني عن ذلك .
الثانية : عن عمر بن محمد بن الحسين الكرخي : أخبرنا علي بن محمد بن يعقوب البردعي : أخبرنا أحمد بن محمد بن سليمان قاضي القضاة بـ نوقان : حدثني أبي : أخبرنا الحسن بن تميم بن تمام عن أنس بن مالك به دون الزيادة ، وزاد :" .... وأبو بكر وعمر وعثمان سورها ، وعلي بابها ... " .أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " 13/176/2 وقال :" منكر جدا ، إسنادا ومتنا " .
قلت : بل باطل ظاهر البطلان من وضع بعض جهلة المتعصبين ممن ينتمون للسنة .
وجملة القول ؛ أن حديث الترجمة ليس في أسانيده ما تقوم به الحجة ، بل كلها ضعيفة ، وبعضها أشد ضعفا من بعض ، ومن حسنه أو صححه فلم ينتبه لعنعنة الأعمش في الإسناد الأول .
فإن قيل : هذا لا يكفي للحكم على الحديث بالوضع .
قلت : نعم ، ولكن في متنه ما يدل على وضعه كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي في " منهاج السنة " قال :" وحديث " أنا مدينة العلم وعلى بابها " أضعف وأوهى ، ولهذا إنما يعد في الموضوعات وإن رواه الترمذي ، وذكره ابن الجوزي وبين أن سائر طرقه موضوعة ، والكذب يعرف من نفس متنه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مدينة العلم ، ولم يكن لها إلا باب واحد ، ولم يبلغ العلم عنه إلا واحد ؛ فسد أمر الإسلام . ولهذا اتفق المسلمون على أنه لا يجوز أن يكون المبلغ عنه العلم واحد ، بل يجب أن يكون المبلغون أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب ، وخبر الواحد لا يفيد العلم بالقرآن والسنن المتواترة . وإذا قالوا : ذلك الواحد المعصوم يحصل العلم بخبره . قيل لهم : فلابد من العلم بعصمته أولا ، وعصمته لا تثبت بمجرد خبره قبل أن نعرف عصمته لأنه دور ولا إجماع فيها . ثم علم الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة قد طبق الأرض ، وما انفرد به علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسير قليل ، وأجل التابعين بالمدينة هم الذين تعلموا في زمن عمر وعثمان . وتعليم معاذ للتابعين ولأهل اليمن أكثر من تعليم علي رضي الله عنه ، وقدم علي على الكوفة وبها من أئمة التابعين عدد : كشريح ، وعبيدة ، وعلقمة ، ومسروق ، وأمثالهم " .
ثم رأيت ابن جرير الطبري قد أخرج الحديث في " التهذيب " 1/90 - 91/181 و 182 من طريق عبد السلام وإبراهيم بن موسى الرازي وقال :" والرازي هذا ليس بالفراء ، وقال : لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث " .
قلت : قال ابن عدي :" له حديث منكر عن أبي معاوية " .
وكأنه يعني هذا .
قلت : وقد خفي على الشيخ الغماري كثير من هذه الحقائق ، فذهب إلى تصحيح الحديث في رسالة له سماها " فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي " والرد عليه يتطلب تأليف رسالة ، والمرض والعمر أضيق من ذلك ، لكن بالمقابلة تتبين الحقيقة لمن أرادها ا.هـ كلامه-رحمه الله-
هذا من حيث السند أما منحيث المتن:

قال أ.د. أحمد بن سعد حمدان الغامدي: الجواب من وجوه:
... أولاً: نحمد الله على أن أحيانا في ساحة الإسلام النقي الذي نفاخر بنصوصه ونتوارثها بأصح الأسانيد جيلاً بعد جيل، فإنَّ الإنسان الموفق إذا وقف على نصوص كتب الإسلام العظيمة التي دوَّنها علماء السنَّة وحفظوا فيها أصول الدين وفروعه ثمَّ وقف على كتب المخالفين لا يسعه إلاَّ أن يرفع يديه إلى السماء شاكرًا لخالقه ومولاه أن فتح قلبه وعقله على هذا الدين العظيم من خلال النصوص التي يرى فيها عظمة هذا الدين.
... ثانيًا: أنا لا ألوم عوام الشيعة فهم غير قادرين على الاستقلال في تعلم دينهم ودراسة رواياته وسبرها ولكن اللوم على من انفتح له باب العلم وحصل على إمكانات البحث والتحقيق ثمَّ يُصِّر على ترك الكتب الموثوقة الصريحة الواضحة ويستمر على تتبع الروايات الضعيفة والموضوعة لدعم معتقده!!
... ثالثًا: ننظر في معنى الحديث قبل بيان درجته:
هل علي هو باب النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته وبعد موته؟ أو بعد موته؟
الحديث ليس فيه إشارة إلى أنَّه بعد موته فيكون هو الباب في حياته وبعد موته.
... فلماذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعلم الناس مباشرة وعليّ موجود؟!
لماذا لم يُعلِّم عليًّا ثمَّ عليّ يُعلِّم الناس لأنَّ هذا معنى الباب أي لا يُوصل إلى المدينة إلاَّ من خلال بابها!!
ولماذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبعث الرسل والبعوث يعلمون الناس الدين وعليّ موجود لم يكتفِ به؟!
... فقد بعث معاذًا وأبا موسى الأشعري مع عليّ نفسه إلى اليمن.
إذا قلنا هو الباب بعد موته قلنا اللفظ لا يُساعد على هذا المعنى ولكن لنفرض أنَّ هذا هو المعنى المراد.
بعد أن مات النبي - صلى الله عليه وسلم - لم نسمع أحدًا من الصحابة أشار إلى ذلك أو قال: قفوا حتَّى نأخذ العلم من عليّ بل كان علي كغيره من الصحابة يُفتي كما يُفتون بحضرته وفي غيابه ولم ينكر عليهم.
لو لم يكن مبلغًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ رجل واحد لكان هذا طعنًا في دين الله لاحتمال الخطأ في نقله، وفهمه ودعوى العصمة لم تثبت أصلاً حتَّى يزعم أنَّه معصوم، فلم نسمع أحدًا من الصحابة يقدم رأي علي بدعوى العصمة.
إذا كان عليّ هو الباب فمن أخذ عنه شيئًا من العلم هل يبلغه للناس أم لا؟! وهل يرسل علي مبلغين للعالم أم لا؟! وهل يُشترط في هؤلاء أن يكونوا معصومين أم لا؟
فإذا جاز أن يبلغ عنه رسله فما الفرق بينهم وبين من يبلغ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد موته؟؟
بعد أن مات علي فقد قفل الباب لأنَّ الحديث لم يذكر له بابًا غيره وهذا يعني وقوف التبليغ.
أيُّها أعظم المدينة التي لها أبواب أو باب واحد؟! هل رأيتم مدينة عظيمة ليس لها إلاَّ باب واحد؟!
هب أنَّ عليًّا هو الباب وأنَّ من زعم أنَّهم أئمة ينوبون عنه لإبلاغ العلم فهاهم قد انقرضوا على الصحيح ـ أو اختفى الإمام الطفل!! ـ ولم يبقَ أحد معصوم يُبلِّغ هل يُوقف الدين؟!
فإن قلتم: نعم. فهذه طامة كبرى.
وإن قلتم: لا. بل يبلغ العلماء.
فما الفرق بين أن يُبلِّغ العلماء من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين أن يبلِّغ العلماء بعد العسكري؟!!!
رابعًا: إذا كان الدين يفهم بدون الإمام فلا حاجة إليه.
وإن كان لا يفهم إلاَّ بإمام فأين إمامكم أنتم الآن؟! وهل فهمتم الدين بدونه؟!
فإن قلتم: نعم، فهذا إبطال لدعواكم الحاجة إلى إمام.
وإن قلتم: لا، فأنتم الآن ضالون لأنَّكم تتعبدون الله على جهل!!
أمَّا نحن فإنَّنا نعتقد أنَّ الكتاب والسنة كافيان لمعرفة الدين وأنَّ الأمَّة لا تجمع على ضلال ونحن مطالبون بدراسة القرآن والسنة فإن أصبنا فلنا أجران وإن أخطأنا فلنا أجر.
والحمد لله على نعمة الهداية.
... خامسًا: فما رأيكم في العلم الشرعي الذي قد بلغ الآفاق وعمَّ جميع العالم الإسلامي ووصل إلى غير الإسلامي عن طريق غير عليّ. هل هو علم مُعترَف به أم لا؟! لأنَّه عن غير باب المدينة؟!
... فإنَّ العلم الشرعي في العالم قد نشره الصحابة وأهل السنَّة.
... فإن قلتم بل هو علم شرعي فقد اعترفتم بأبواب أخرى، وإن قلتم: لا؛ فقد أبطلتم الدين لأنَّ القرآن والسنَّة لم ينقلها إلاَّ الصحابة.
... سادسًا: الحديث رواه الحاكم ـ وهو شيعي من طريقين إحداهما ـ عن أبي الصلت ثمَّ قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ثمَّ قال أبو الصلت: ثقة مأمون، فتعقَّبه الذهبي وقال: قلت: بل موضوع وأبو الصلت لا ثقة ولا مأمون .
... وأبو الصلت هذا قد اتهمه طائفة من علماء الجرح والتعديل، وضعَّفه طائفة.
... قال أحمد: روى أحاديث مناكير .
... وقال الجوزجاني: كان زائغًًا عن الحق مائلاً عن القصد .
... وقال ابن عدي: له أحاديث مناكير في فضل أهل البيت وهو متهم فيها .
... وقال الدارقطني: كان رافضيًا خبيثًا وروى له حديثًا في الإيمان ثمَّ قال: وهو متهم بوضعه .
... وقال: يُحدث بمناكير وهو عندهم ضعيف .
... وقال أبو حاتم: لم يكن عندي بِصدوق وهو ضعيف .
... وقال أبو زرعة: لا أُحدِّث عنه ولا أرضاه .
... ونقل البرقاني عن الدارقطني أنَّ أبا الصلت سمعه يقول: كلب للعلوية خير من جميع بني أميَّة فقيل: فيهم عثمان؟ فقال: فيهم عثمان !!!
... أليس عثمان من الصحابة؟!
... أمَّا كلام يحيى بن معين فقد اضطرب النقل عنه فيه والظاهر أنَّه لم يكن يعرف روايته لهذه الأحاديث، وأمَّا الحديث فقال عنه: ما هذا الحديث بشيء 1 .
... وقال الشيخ الألباني في الحديث: موضوع 2 .
... والطريق الثانية للحديث عند الحاكم رواها عن أبي الحسين : محمد بن أحمد بن تميم القنطري عن الحسين بن فهم عن محمد بن يحيى الضريس عن محمد بن جعفر عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد...
... شيخ الحاكم: القنطري قال فيه ابن حجر: ذكر لنا أنَّه كان فيه لين 3 وقد أكثر عنه الحاكم.
... وفيه: الحسين بن فهم ذكر الذهبي أنَّ الحاكم قال فيه: ليس بالقوي ، وكذلك الدارقطني 4 ، وأمَّا قول الحاكم هنا فقد اختلف فقد قال: ثقة مأمون حافظ .
... والحديث من جميع طرقه عن الأعمش وهو مدلس وقد قال هنا: عن ولم يُصرِّح بالتحديث وهذه علة أخرى.
... وقد قال البغدادي: لم يروِ هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد رواه أبو الصلت فكذبوه 5 .
... وقد توسَّع الشيخ الألباني رحمه الله في الكلام على الحديث وبيان بطلانه ا.هـ كلام الشيخ الغامدي
************************************************** **
وقال شيخنا وشيخ الإسلام والمسلمين أحمد بن عبد السلام ابن تيمية الحراني الدمشقي -رحمه الله رحمة واسعة-:
وَأَمَّا حَدِيثُ " { أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ } فَأَضْعَفُ وَأَوْهَى وَلِهَذَا إنَّمَا يُعَدُّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ الْمَكْذُوبَاتِ وَإِنْ كَانَ التِّرْمِذِيُّ قَدْ رَوَاهُ . وَلِهَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ وَبَيَّنَ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ مِنْ سَائِرِ طُرُقِهِ . وَالْكَذِبُ يُعْرَفُ مِنْ نَفْسِ مَتْنِهِ ؛ لَا يَحْتَاجُ إلَى النَّظَرِ فِي إسْنَادِهِ : فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا كَانَ " { مَدِينَةَ الْعِلْمِ } لَمْ يَكُنْ لِهَذِهِ الْمَدِينَةِ إلَّا بَابٌ وَاحِدٌ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُبَلِّغُ عَنْهُ وَاحِدًا ؛ بَلْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْمُبَلِّغُ عَنْهُ أَهْلَ التَّوَاتُرِ الَّذِينَ يَحْصُلُ الْعِلْمُ بِخَبَرِهِمْ لِلْغَائِبِ وَرِوَايَةُ الْوَاحِدِ لَا تُفِيدُ الْعِلْمَ إلَّا مَعَ قَرَائِنَ وَتِلْكَ الْقَرَائِنُ إمَّا أَنْ تَكُونَ مُنْتَفِيَةً ؛ وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ خَفِيَّةً عَنْ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ أَوْ أَكْثَرِهِمْ فَلَا يَحْصُلُ لَهُمْ الْعِلْمُ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الْمُتَوَاتِرَةِ ؛ بِخِلَافِ النَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ : الَّذِي يَحْصُلُ بِهِ الْعِلْمُ لِلْخَاصِّ وَالْعَامِّ . وَهَذَا الْحَدِيثُ إنَّمَا افْتَرَاهُ زِنْدِيقٌ أَوْ جَاهِلٌ : ظَنَّهُ مَدْحًا ؛ وَهُوَ مُطْرِقُ الزَّنَادِقَةِ إلَى الْقَدْحِ فِي عِلْمِ الدِّينِ - إذْ لَمْ يُبَلِّغْهُ إلَّا وَاحِدٌ ثُمَّ إنَّ هَذَا خِلَافُ الْمَعْلُومِ بِالتَّوَاتُرِ : فَإِنَّ جَمِيعَ مَدَائِنِ الْمُسْلِمِينَ بَلَغَهُمْ الْعِلْمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . أَمَّا أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ فَالْأَمْرُ فِيهِمْ ظَاهِرٌ وَكَذَلِكَ أَهْلُ الشَّامِ وَالْبَصْرَةِ - فَإِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَكُونُوا يَرْوُونَ عَنْ عَلِيٍّ إلَّا شَيْئًا قَلِيلًا وَإِنَّمَا غَالِبُ عِلْمِهِ كَانَ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ وَمَعَ هَذَا فَقَدَ كَانُوا تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ قَبْلَ أَنْ يَتَوَلَّى عُثْمَانُ فَضْلًا عَنْ خِلَافَةِ عَلِيٍّ . وَكَانَ أَفْقَهَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَعْلَمَهُمْ تَعَلَّمُوا الدِّينَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَقَبْلَ ذَلِكَ لَمْ يَتَعَلَّمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ عَلِيٍّ شَيْئًا إلَّا مَنْ تَعَلَّمَ مِنْهُ لَمَّا كَانَ بِالْيَمَنِ كَمَا تَعَلَّمُوا حِينَئِذٍ مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ . وَكَانَ مُقَامُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ فِي أَهْلِ الْيَمَنِ وَتَعْلِيمُهُ لَهُمْ أَكْثَرَ مِنْ مَقَامِ عَلِيٍّ وَتَعْلِيمِهِ وَلِهَذَا رَوَى أَهْلُ الْيَمَنِ عَنْ مُعَاذِ أَكْثَرَ مِمَّا رَوَوْهُ عَنْ عَلِيٍّ وشريح وَغَيْرِهِ مَنْ أَكَابِرِ التَّابِعِينَ إنَّمَا تَفَقَّهُوا عَلَى مُعَاذٍ . وَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ كَانَ شريح قَاضِيًا فِيهَا قَبْلَ ذَلِكَ . وَعَلِيٌّ وَجَدَ عَلَى الْقَضَاءِ فِي خِلَافَتِهِ شريحا وعبيدة السلماني وَكِلَاهُمَا تَفَقَّهَ عَلَى غَيْرِهِ . فَإِذَا كَانَ عِلْمُ الْإِسْلَامِ انْتَشَرَ فِي " مَدَائِنِ الْإِسْلَامِ " : بِالْحِجَازِ وَالشَّامِ وَالْيَمَنِ وَالْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ وَمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ قَبْلَ أَنْ يَقْدُمَ إلَى الْكُوفَةِ وَلَمَّا صَارَ إلَى الْكُوفَةِ عَامَّةُ مَا بَلَغَهُ مِنْ الْعِلْمِ بَلَّغَهُ غَيْرُهُ مِنْ الصَّحَابَةِ وَلَمْ يَخْتَصَّ عَلِيٌّ بِتَبْلِيغِ شَيْءٍ مِنْ الْعِلْمِ إلَّا وَقَدْ اخْتَصَّ غَيْرُهُ بِمَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْهُ ا.هـ كلام شيخ الإسلام
****************************************
قال الشيخ أبو مريم بن محمد الأعظمي: وهذا الذي قاله شيخ الإسلام واستنكره في معنى الحديث هو المتعيّن إذ لا معنى له سواه، وهو ما يردّ به على من صححه إضافةً إلى ما سبق من سقوط أسانيده كلها. وهذا الموسوي- عبد الحسين- ومعه كل الشّيعة يقرّون عند احتجاجهم بهذا الحديث بعدم وجود تواتر عندهم البتّة، ذلك أن مقتضى هذا الحديث أن لا مبلّغ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم إلاّ عليّ ومن ثم لا يقين عندهم بالقرآن ولا بالسنن المتواترة، - وهذا في الحقيقة يتماشى مع طعنهم بصحة القرآن الكريم وبما ثبت بالتواتر عن المصطفى صلّى الله عليه وسلّم- أما إذا قيل أن الحديث لا يقتضي انفراد عليّ بكونه باب علمه صلّى الله عليه وسلّم، بل هناك أبواب أخرى ممثّلة بغير عليّ من الصحابة رضوان الله عليهم، بطل بذلك استدلالهم على اختصاصه رضي الله عنه بفضيلةٍ شاركه فيها غيره كثيرون.
لكن الله سبحانه وتعالى- بفضله- أعاذنا من مثل هذه الأباطيل والإفتراءات والتقوّل على الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم بسقوط هذا الحديث من الإعتبار، وتحققنا من وضعه وكذبه، ولله الحمد على ما أنعم به وهو المسؤول دوامها ا.هـ كلامه
*******************************************
قال العلامة ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة متحدثا عن فضائل أبي بكر الصديق-رضي الله عنه-: و لا يقال بل علي أعلم منه[يقصد أبا بكر] للخبر الآتي في فضائله أنا مدينة العلم وعلي بابها لأنا نقول: سيأتي أن ذلك الحديث مطعون فيه وعلى تسليم صحته أو حسنه فأبو بكر محرابها ورواية فمن أراد العلم فليأت الباب لا تقتضي الأعلمية فقد يكون غير الأعلم يقصد لما عنده من زيادة الإيضاح والبيان والتفرغ للناس بخلاف الأعلم ا.هـ كلامه-رحمه الله-.
ثم إن العلم بحر وليس مدينة وهذا الحديث يعني أن النبي لم يرسل إلى الناس كافة إنما أرسل إلى علي وعلي هو الذي أرسل إلى الناس كافة ثم هو لم يذكر باقي الأئمة الذين يعتقد الرافضة بعصمتهم وأن الدين لا يؤخذ إلا من جهتهم .
والله تعالى أعلى وأعلم
أبوأسامة مبارك
أبوأسامة مبارك
Admin

عدد المساهمات : 439
تاريخ التسجيل : 24/12/2008
العمر : 53

https://tiabinet.forumactif.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى