التيمم او الطهارة الترابية

من طرف أبوأسامة مبارك الخميس يناير 20, 2011 8:35 am

بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف التيمم وحكمه:
التيمم لغة : القصد، ومنه قوله تعالى: (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون). (سورة البقرة، الآية 266.)
وشرعا : "طهارة ترابية تشتمل على مسح الوجه واليدين بنية"( شرح الدردير على المختصر بحاشية الدسوقي ).
وحكمه:الوجوب إذا توافرت أسبابه، لقوله تعالى: (إن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طبيا). ( سورة المائدة، الآية 6)
الأسباب التي تبيح التيمم:
1- فقدان الماء حقيقة بأن لم يجده أصلا، أو حكما بان وجد ماء قليلا لا يكفيه للوضوء إن كان عليه الحدث الأصغر، أو للاغتسال إن كان عليه الحدث الأكبر. ومن صور فقدان الماء أن يجد ما يكفيه للطهارة، لكن يحتاج إليه لإزالة عطشه، أو عطش حيوان مأذون فيه، أو يحتاج إليه لضرورة العجن والطبخ، ففي هذه الحالة يستعمل الماء لإنقاذ حياته ويتيمم.
2- عدم القدرة على استعمال الماء، ويشمل ذلك:
أ- حالة المرض، لقوله تعالى: (وإن كنتم مرضى ...)(سورة المائدة الآية 6).
ب- حالة الخوف من زيادة المرض، ويعرف ذلك بالعادة أو بإخبار طبيب.
ج- حالة الخوف من تأخر برئه، ويعرف كذلك بالعادة وبإخبار طبيب.
ودليل جواز التيمم في هذه الحالات، حديث جابر (رضي الله عنه) قال: (خرجنا في سفر، فأصاب رجلا منا حجر، فشجه في رأسه، ثم احتلم، فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم، أخبر بذلك، فقال: "قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذا لم يعلموا، فإنما شفاء الحي السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم أو يعصر أو يصب على جرحه خرقة ثم يمسح عليك ويغسل سائر جسده"( أخرجه أبو داود في الطهارة)
د- الخوف من حدوث المرض، لحديث عمرو بن العاص (رضي الله عنه) قال احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا عمرو وصليت بأصحابك وأنت جنب؟"، فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقل شيئا)( أخرجه البخاري معلقا في التيمم، ووصله أبو داود في الطهارة.).
هـ- الخوف من جلب الماء على النفس والمال، لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقدم على التماس عقد عائشة(رضي الله عنها) وليس مع القوم ماء(أخرجه مالك في الطهارة، والبخاري في التيمم، ومسلم في الحيض)..
و- خوف خروج الوقت باستعمال الماء أو طلبه.
ز- عدم وجود من يناول الماء أو عدم وجود آلة لجلبه.
أحكام تخص المتيممين
1-لا يجوز للحاضر الصحيح الفاقد للماء، أن يتيمم إلا بعد أن يطلب الماء، ويبحث عنه، ولو بالشراء بثمن معتاد أو زائد قليلا على المعتاد، فإن شق عليه طلبه أو خشي إن طلبه فوات رفقة، أو تحقق من عدم وجوده، لم يلزمه طلبه.
2- فاقد الماء أو فاقد القدرة على استعماله:
أ- إن أيس من وجوده أو من زوال المانع من استعماله يتيمم أول الوقت المختار ويصلي ليحرز فضيلة أول الوقت.
ب- وإن تردد وشك في وجود الماء أو في زوال المانع يتيمم ندبا وسط الوقت الاختياري.
ج- وإن ظن ورجا وجود الماء أو زوال المانع، يتيمم ندبا آخر الوقت.
3- لا يجوز للحاضر الصحيح الفاقد للماء أن يتيمم لصلاة الجمعة، بل يتيمم للظهر الذي هو بذلك على المشهور في المذهب.
4- لا يجوز للحاضر الصحيح الفاقد للماء أن يتيمم للنفل استقلالا، فإن صلى بالتيمم النفل تبعا للفرض جاز ذلك، كمن تيمم لصلاة العشاء، وصلى بنفس التيمم الشفع والوتر.
5- لا يجوز للحاضر الصحيح الفاقد للماء التيمم لصلاة الجنازة، إلا إذا تعينت عليه.
6-يجوز للمريض والمسافر التيمم للجنازة ولو لم تتعين.
7- يجوز للمريض والمسافر التيمم للنفل استقلالا، وتبعا للفرض.
فرائض التيمم :
1-النية: ومحلها عند الضربة الأولى، وينوي المتيمم استباحة الصلاة أو استباحة ما منعه الحدث سواء كان الحدث أصغر أو أكبر.
2- الضربة الأولى: والمراد بالضربة وضع اليدين على الصعيد، ويجزئ التيمم باليد الواحدة، ولا يجزئ بظهر الكف.
3- مسح الوجه:ولا يتتبع غضونه، ولكن يعمم جميع الوجه بالمسح، ويمد يديه على شعر لحيته الطويلة.
4- مسح اليدين إلى الكوعين: ويجب تخليل الأصابع ونزع الخاتم لمسح ما تحته، فإن لم ينزعه فالمذهب عدم الإجزاء، ويكون تخليل الأصابع بباطن الكف أو لأصابع لا يجنبها.
ودليل وجوب مسح الوجه واليدين، قوله تعالى: (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه)( سورة المائدة، الآية 6.،)وحديث عمار بن ياسر إذ قال لعمر بن الخطاب (ض): أما تذكر أن كنا في سفر أنا وأنت، فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتيممت وصليت، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال : "إنما يكفيك هكذا، فضرب بكفيه الأرض ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه" ( أخرجه البخاري في التيمم، ومسلم في الحيض.) ..
5-الصعيد الطاهر: والصعيد هو وجه الأرض على أي حال كان من تراب أو رمل أو حجارة أو مدر، أو جص لم يحرق أو سباخ، أو معدن – إذا لم يكن ذهبا أو فضة، أو جوهرا – أو ثلج – إذا عجز عن إذابته وتحويله إلى ماء – أو خصخاص- إذا لم يوجد يره – والتراب أفضل من غيره.
6- الموالاة (الفور):أي تتابع أفعال التيمم بدون تفريق طويل.
7- وصل التيمم بالصلاة: ولا يضر أن يكون قبل إقامة الصلاة، بل ذلك مطلوب، لأن إقامة الحدث مكروهة.
8- دخول وقت الصلاة: فلا يصح التيمم قبل دخوله.
سنن التيمم :
1- الضربة الثانية لمسح اليدين.
2- مسح اليدين من الكوعين إلى المرفقين.
3- الترتيب بأن يقدم مسح الوجه على مسح اليدين.
4- نقل ما تعلق باليدين من الغبار إلى الممسوح، فإن مسح يديه بشيء، قبل مسح الوجه واليدين، أجزأ تيممه مع الكراهة.
منتدوبات التيمم:
1- التسمية في أوله.
2- الصمت أو ذكر الله.
3- استقبال القبلة
4- الصفة المستحبة في مسح اليدين: وهي أن يمسح ظاهر يده اليمنى بباطن أصابع يده اليسرى، وقد حناها عليه حتى يبلغ المرفق، ثم يجعل كفه على باطن ذراعه من طي مرفقه قابضا عليه إلى آخر الأصابع، ثم يجعل كفه على باطن ذراعه من طي مرفقه قابضا عليه إلى آخر الأصابع، ثم يمسح اليسرى باليمنى كذلك"( ميارة على المرشد المعين – بحاشية الشيخ الطالب .
نواقض التيمم :
1- ما ينقض الوضوء من الأحداث والأسباب المتقدمة.
2- وجود الماء قبل الصلاة: فمن تيمم ووجد الماء قبل أن يشرع في الصلاة بطل تيممه، ووجب عليه استعمال الماء، إلا إن كان الوقت ضيقا لا يتسع لاستعماله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر إن الصعيد الطيب طهور، وإن لم تجد الماء إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمشه جلدك" ( أخرجه أبو داود في الطهارة، والترمذي في الطهارة، والنسائي في الطهارة.)، ومن وجد الماء بعد الشروع في الصلاة، تمادى في صلاته، وإن وجده بعد الفراغ منها صحت صلاته، وليس عليه إعادتها بالوضوء.
3- القدرة على استعمال الماء، إن اتسع الوقت لاستعماله.
4- طول الفصل بين التيمم والصلاة.
ولا تصلى بالتيمم إلا صلاة مكتوبة واحدة، وتصلى به نوافل عدة، وتصلى النافلة بتيمم المكتوبة، ولا تصلى المكتوبة بتيمم النافلة.
حكم فاقد الطهورين
من لم يجد ماء ولا صعيدا، أو لم يقدر على استعمال أي منهما كالمصلوب والمربوط والسجين والمكره ففي حكمه أربعة أقوال في المذهب المالكي:
1- قال الإمام مالك: تسقط عنه الصلاة أداء وقضاء لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تقبل صلاة بغير طهور"( أخرجه مسلم في الطهارة واقتصر عليه الشيخ خليل في المختصر وتبعه الدردير..) ..
2- وقال أشهب: يؤديها بلا طهارة، ولا يقضي لحديث عائشة (رضي الله عنها) لما استعارت قلادة من أسماء فهلكت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبه، فأدركتهم الصلاة، فصلوا بغير وضوء، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه، فنزلت آية التيمم"( أخرجه البخاري في التيمم، ومسلم في الحيض.) ..
3- وقال أصبغ: لا يؤديها ويقضيها إذا وجد الماء أو الصعيد.
4- وقال ابن القاسم يؤديها بلا طهارة ويقضيها إذا وجد الماء أو الصعيد.
وفي المواق عن أبي عمر أن الأشهب هو الذي نقله ابن سحنون عن أبيه، وهو قول جمهور السلف، وعامة الفقهاء، وعامة المالكيين"( حديث الشيخ الطالب علي ميارة 1/204 وفي التلقين: (ص: 31).)، والصحيح في المذهب أنه إذا عدم الماء والصعيد لم يصل حتى يجد أحدهما".